التعريف بالشاعر والمناسبة:
علي بن عبد الغني الفهري الحصري القيرواني، أبو الحسن من شعراء العصر الأندلسي
توفي سنة 488 هـ / 1095 م ،شاعر مشهور كان ضريراً من أهل القيروان انتقل إلى الأندلس ومات في طنجة حفظ القرآن بالروايات وتعلم العربية على شيوخ عصره.
اتصل ببعض الملوك ومدح المعتمد بن عباد بقصائد، وألف له كتاب المستحسن من الأشعار.
وهو ابن خالة إبراهيم الحصري صاحب زهر الآداب.
وقد ذاعت شهرته كشاعر فحل، شغل الناس بشعره، ولفت أنظار طلاب العلم فتجمعوا حوله، وتتلمذوا على يده ونشروا أدبه في الأندلس. له ديوان شعر بقي بعضه مخطوطاً.
وله (اقتراح القريح واجتراح الجريح) مرتب على حروف المعجم في رثاء ولد له.
وله (معشرات الحصري) في الغزل.
وله (النسيب على الحروف والقصيدة الحصرية) 212 بيتاً في القرآءت
بكاء القيروان في الشعر المغربي القديم, بعد اجتياحها من قبل الهلاليين من رثاء المُدُنِ في الشعر العربي,كانت القيروان قبل نكبتهَا سنة تسع وأربعين وأربعمائة للهجرة (449 ﻫ) في أوج عظمتها, وقمة حضارتها, تزخر بالعديد من العلماء والأدباء الكبار أمثال محمد بن جعفر النحوي المعروف بالقزّاز (412 ﻫ) وإبراهيم الحُصْري (413 ﻫ) صاحب زهر الآداب, و(أبو الحسن الحصري 480 ﻫ), وغيرهم. كما كان بلاط المعزّ بن باديس يَرفُلُ بالعلماء والأدباء, وكان من بينهم ابن رشيق (390-486 ﻫ) وابن شرف (390-460 ﻫ).
وهذه القصيدة لأبي الحسن الحصري في رثاء القيروان بعد خرابها ونزوحه عنها إلى الأندلس.وقد بكى الشاعر مدينة القيروان حينما اقتحمها عرب صعيد مصر وهي (3 بيتا.
التحليل:
تعد هذه القصيدة نموذجا لرثاء المدن وهو لون ظهر إثر الحوادث المؤلمة ونتيجة تفكك الوحدة وكثرة الفتن والاضطرابات..
ظاهر القصيدة أنها في شكوى الفراق وما فعله من شوق في كبد الشاعر وقد رأى ديار الأهل والأحباب بعيدة كل البعد ولا سبيل للوصول إليها فقد أصبحت دمناً وخرابا بعد عزّ وعمران. وقد وظف الشاعر مفرداته وأجاد اختيارها للتعبير عن الجو النفسي كما أنها جاءت سهلة و واضحة وموحية والتعمق في الأبيات يؤكد أنها ترمز إلى تحولات في مصير الشاعر كان لها أبعد الأثر في وضعه ونفسه.
جاءت الصور والمحسنات قليلة لاعتماد الشاعر على الألفاظ الموحية..وتراوحت الأساليب بين الإنشاء والخبر ليعبر عما يجتاح نفسه من شوق للوطن وأهله ،كما أن الأساليب الخبرية توحي بالأسى والحسرة،،
الأفكار واضحة مرتبة ممزوجة بإحساس الشاعر :
هناك قسمان رئيسان للقصيدة:
الأول: قسم الحكمة ...ويمثله مطلع القصيدة فالمطلع الحكمي تكاد تختص به قصائد الرثاء لما يحدثه الموت من وقع في الشاعر يجعله يعيش لحظة تأمل وتفكر في الحياة والكون.
الثاني: قسم الشوق والحنين.
1- الاستهلال بالحكمة والمعاني التي تضمنتها.
2- حسرة وألم جراء البعد عن الوطن والأحباب.
3- شوق الشاعر لدياره القيروان.
4- علاقة الشاعر بالوطن وبأهله.
5- الأمل في العودة.
6- ذكر الشاعر لخيرات القيروان ودعائه لها بالسقيا والخصب والآمان والسلامة.
معاني الكلمات
فاتوا: ماتوا ومضوا
الأحباب : من نحب ،م\ محبوب
لذات: كل أمر شهي وطيب.
اغتربوا: رحلوا
مصيبات: تصيب ولا تخيب.
أبت : رفضت.
البين: الفراق والبعد.
هيهات: اسم فعل ماض بمعنى بعد.
الوجد: الحزن والألم.
المحض: الخالص.
أشتات: متفرقون.
ودي: محبتي.
انتكثت: انتقضت.
عهود: م\ عهد : الميثاق.
تشتفي: تبرأ وتشفى به.
حال: حجز ومنع.
تحيتنا: سلامنا.
ها: خذ.
أنثني: أنصرف وأميل.
لوعات: م\ لوعة : الحرقة الشديدة.
سقامي : أمراض.
عبراتي: م\ عبرة : دموع.
المستهلات: المنحدرة.
كفّ: منع.
أكف: أيدي.
الصور والمحسنات:
موت – حياة= طباق إيجاب
ماتوا –ما ماتوا= طباق سلب
أسهم الدنيا = استعارة تصريحية
البيت الرابع= مقابلة بين الشطرين
يصيف- يشتو= طباق
يصيف ويشتو الوجد في كبدي = استعارة مكنية
يا أهل ودي = أسلوب إنشائي طلبي نداء غرضه التحبب والشوق
ضاعت مودات = استعارة مكنية
الريح أهدت تحيتنا = استعارة مكنية
بكتني الأرض = استعارة مكنية
ها – هاتوا = طباق
تشفي الرسالات = استعارة مكنية